رواية سطو مسلح
روايتى الأولى
الفصل الرابع
خرجت مى ووالدها من الفيلا وركبوا السيارة للذهاب للشركة
فى الشركة
فى مكتب هشام عبدالعزيز ابن اخو عبدالعظيم المنفلوطى
المدير التنفيذى
بالشركة) وكان
هشام فى العقد الثالث من العمر كان شاب اسمر طويل ذو ملامح حادة )
كان
يقف رجل فى آواخر الأربعين وعليه علامات الارتباك والخوف وهو يقول : والله يا هشام
باشا انا نبهت عليه ما حدش ياخد الملف ده ولا يهوب عنده بس الآنسة مى هى الى صممت
تاخده وفضلت قاعدة ومرضيتش تمشى غير لما تاخد الملف معاها .
هشام بعصبية : خلاص غور من وشى دلوقت
.
خرج الرجل مسرعا خوفا من هشام واغلق
الباب خلفه .
قال هشام ثانى يا مى بتنبشى فى الى
ملكيش فيه مش عارف آخرتها ايه معاكى .
فى حى السيدة زينب حيث الروحانيات
وعبق الماضى كانت تسكن أسرة مصرية متوسطة الحال توفى عائلها منذ زمن واخذ الأبن
الأكبر مسئولية وعبئ اعالة الأسرة والعمل جانب دراسته منذ كان طالبا بكلية الطب
حتى الآن حيث
كانت الأم ربة منزل لم تنل قسطاٌ كبيراُ من التعليم وكانت لديه اخت تصغره مازالت فى المرحلة الثانوية وقتها
حيث توفى الأب وكان عمر الابن الأكبر فى سنته الأولى من كلية الطب وفكر كثيرا فى
ان يترك كلية الطب لكثرة مصاريفها حيث ان معاش الأب لا يكفى والأم لا تعمل وكانت
تجيد الخياطة ولكن اجرها من العمل بالخياطة بسيط ما اضطر عمر للعمل جانب دراسته
الصعبة لان كان حلم امه ان تراه طبيب وكى يعوضها بعد تخرجه عن تعبها ويريحها من
العمل على ماكينة الخياطة .
فى شقة عمر الالفى والتى كانت تتكون من اربع غرف وصالة باحدى البنايات القديمة بحى السيدة زينب كانت
تجلس ام عمر فى شقتها
تنظر الى صورة ابنها عمر وتتنهد وتقول
: ربنا برجعك لي بالسلامة يا ابنى ويرزقك يا ابنى ويعوضك عن سنين الشقى الى شفتها
طول عمرك شقيان عشنا وبختك قليل واخذت تبكى بحرقة وعندها دخلت فتاة فى العشرين من
عمرها من باب الشقة وجرت على امها عندما وجدتها تبكى وقالت بلهفة وقلق : فى ايه يا
ماما مالك بتبكى ليه يا حبيبتى .
الأم ( نجية
) : مفيش حاجة يا حبيبتى ما تتخضيش انا بس اخوكى وحشنى قوى .
ريم : ومين
سمعك يا ماما انا كمان وحشنى قوى بس هنعمل ايه ما هو كان لازم يسافر عشان يبنى
مستقبله .
الأم ( نجية
) : حبيبى يا ابنى دايما مظلوم وبختك قليل يعنى لو مكنش اتظلم واتعين فى الجامعة
معيد مش كان زمانه جمبنا وما اتغربش مرتب تعينه فى المستشفى الى اتعين فيها بعد ما
اتخرج مكنش مقضى ولو فضل فيها كان هيبقى قدامه عمر عشان يقدر يفتح عيادة ويبنى
مستقبله .
ريم : معاكى
حق يا ماما شوفتى بقى ان السفر كان ضرورى عشان يقدر يبنى مستقبله .
الأم ( نجية
) : لسه فاكره يوم ما اتخرج من الكلية والدنيا ما كنتش سايعاه من الفرحة .
فلاش باك قبل سبع سنوات من الآن
بعد مرور سنوات الدراسة السبع تخرج عمر الالفى من كلية الطب بتقدير ممتاز وكان الاول على دفعته و كان بانتظار تعينه بالجامعة ليرتاح بعد سنوات طوال يعمل بها جانب دراسته الصعبة
.
كان
عمر فى غرفته يتمم ارتداء ملابسه حيث كان اليوم هو اهم يوم فى حياته فهو اليوم الذى
انتظره طويلا يوم تعينه بالجامعة معيدا دخلت والدة عمر غرفته وكانت امراءة بسيطة
فى آواخر العقد الخامس من العمر وكانت تحمل صينية عليها كوب من الشاى وعندما راها
عمر اخذ منها الصينية وقال لها :تسلم ايدك يا ست الحبايب .
الام(
نجية ):الله يسلمك يا حبيبى ويباركلى فيك ويارب يتمم فرحتك يا ضناى ويعوضك عن تعبك
عشانى انا واختك .
عمر :
تعب ايه بس يا امى ده واجبى انت بس ادعيلى ربنا يوفقنى النهاردة وانا الى اعوضك عن
كل تعب شوفتيه يا امى وترتاحى من قعدتك على ماكينة الخياطة .
الام( نجية ) :دعيالك يا حبيبى فى كل صلاة ربنا يكرمك
يارب ويعوضك عن صبرك وتعبك خير يا عمر يا ابن نجية .
وهنا تدخل ريم اخت عمر الصغرى غرفته وتقول :
ومفيش دعوة حلوة زى ده لريم بنت نجية .
الام( نجية ) : دعيالك يا مقروضة انتى تخلصى الثانوية
بتاعتك وتجيبى مجموع كبير وتدخلى الطب زى أخوكى .
ريم : يا مسهل يا ماما ومكتب التنسيق ينصفنى واحصل الطب .
عمر : طب بطلى رغى يا مقروضة انتى ولمعى جزمت اخوكى
تلميعة تليق بمعيد فى طب وبسرعة شهلى عشان هتاخر .
ريم : ايوه يا عم ماهى الليلة ليلتك يا معلم .
الام( نجية ) : عقبال ما اشوفك عريس فى الكوشة يا حبيبى
.
عمر : لسه بدرى
جواز ايه بس يا امى ده انا لسه بقول يا هادى وبعدين مش لما اطمن على
المقروضة ده الأول .
الام ( نجية ) : ايه يا حبيبى بدرى من عمرك وبعدين
مقروضة ايه الى هتستناها انا عايزة افرح بيك الأول .
ريم : ايه يا ماما تقطيع الأرزاق ده سبيه براحته عايز
يطمن على أخته حبيبته .
عمر: ايه يا بت انتى ما صدقتى ولا ايه لسه بدرى لما
تخلصى جامعة ولا مش ناوية تكملى وهتقعدى فى البيت .
ريم : لا طبعا بس يعنى بعد ما ادخل الكلية ممكن افكر .
عمر : لا يا ماما لما تخلصى جامعة ولا مش ناوية على طب .
ريم : انا ناوية المهم مكتب التنسيق هو الى ينوى ينصفنى
وميكسفنيش .
عمر : ان شاء الله ينصفك بس انتى شدى حيلك .
ريم : شداه والله اكثر من كده يتقطع .
عمر : طب انجزى يا خفة هتآخر .
فى مكتب مى
بالشركة وكانت مى نائب رئيس مجلس إدارة الشركة
كانت مى تجلس
فى مكتبها فى الشركة وكانت منهمكة فى قراءة الملف التى أخذته من موظف الحسابات فى الشركة واثناء انشعالها فى
قراءة الملف الذى بدت عليها علامات الغضب اثناء قراءتها له دخل هشام مكتبها دون ان
تشعر به وفو جئت بهشام وهو يقف بجوار مكتبها وينظر لها وهو مبتسم ويقول :
يا بخت الملف
ده الى واخدك وسرحانة فيه كده .
مى : انت
ازاى اصلا تدخل على مكتبى من غير استئذان .
هشام : ايه
الكلام الفاضى ده انتى اتجننتى ولا ايه هو انتى عايزانى انا استئذن عشان ادخل
مكتبك انا المدير التنفيذى للشركة هنا .
مى : جن اما
يلخبطك انت الى مش عارف بتكلم مين انا نائب رئيس مجلس الإدارة وبنت صاحب الشركة
الى انت شغال فيها واتفضل حالا اطلع بره وخبط على الباب الأول ولما اسمحلك تدخل تبقى تدخل .
هشام : وهو
ينظر لمى بغضب شديد وعينيه تشطيط غضب انتى كده جبتى آخرك معاى انا خارج بس افتكرى
الى عملتيه دلوقتى كويس لانك هتندمى عليه جامد .
مى : بغضب
انت بتهددنى اطلع بره ومشفش وشك فى مكتبى تانى .
هشام : وهو
يشير باصبعه لمى بغضب هتندمى وخرج من مكتبها واغلق باب مكتبها بشدة .
مى : بغضب يلا فى ستين داهية حقير .
فى مساء يوم الخميس كانت والدة عمر واخته ريم فى انتظار خبر تعين عمر بالجامعة بعد عناء دراسة تفوق بها رغم صعوبة ظروفه المادية بعد وفاة والده واضطراره للعمل الى جانب دراسته وحفاظه على تفوقه رغم كل الظروف وكانت الام متلهفة لسماع خبر تعين ابنها ليعوضه عن تعبه من اجلهم وقالت الام (
نجية ) :
عمر اتآخر قوى كل ده فى الجامعة .
ريم : يا ماما مش فى اجراءات بتتعمل هو التعين معيد فى الجامعة بالساهل.